عملية جراحية معقدّة لترميم الفك للشاب أحمد جبارين (15 عامًا) من منطقة وادي عارة
في عملية جراحية معقدّة أجراها أطباء المركز الطبيّ باده – بوريا، نجحوا بإزالة ورم خبيث من الفك الأسفل لفتى في الـ15 من العمر. فور ذلك وخلال العملية ذاتها قام الخبراء بإعادة بناء الفكّ بتقنية الجراحة المجهرية بواسطة قطعة عظمة من القدم وطباعة عظمة الفك الأسفل بآلة طباعة ثلاثة الأبعاد.
طاقم المركز الطبيّ متعدد المجالات الذي أجرى العمليةّ بنجاح: الأستاذ (بروفيسور) أبو النعاج؛ د. بار مئير؛ ود. عبد الرازق.
قبل نحو نصف سنة، بدأ يعاني الفتى أحمد جبارين (15 عامًا) من منطقة وادي عارة من آلاف في الأسنان وفي الطرف اليمين من الوجه، ورغم تلقي العلاج من قبل طبيب أسنان استمرت الأوجاع، كما يقول الأب – محمود. بعدما توجّه أحمد من جديد لطبيب الأسنان في نيسان الماضي، ومع اقتلاع إحدى الأسنان الموجعة، كان يعتقد أنها ستحل المشكلة، لكن الأوجاع استمرت. حينها يقول الوالد محمود أنه تم تحويلهم إلى العلاج في قسم جراحة الفم والفكين في المركز الطبيّ باده – بوريا.
ويُشير د. مراد عبد الرازق إلى أنه مع وصول أحمد إلى غرفة الطوارئ تم تشخيص اصابته بتقرّح باللثة في الفك الأسفل اليمين. وأكد “كنا نشكّ أن الحديث يدور عن التهاب أو ورم. وبعد إجراء خزعة، وصلنا الجواب بأنه ورم سرطاني خبيث”!
وكان المركز الطبيّ قد شكّل الطاقم المتخصص بعمليات جراحية لترميم الرأس والوجه بقيادة الأستاذ عماد أبو النعاج – مدير قسم جراحة الفم، الوجه والفكين؛ د. عيران بار مئير – أخصائي الجراحة التجميلية ومدير وحدة التجميل؛ ود. مراد عبد الرازق – مدير خدمة الجراحة المجهرية.
العملية المعقدّة جدًا استمرت 11 ساعة بسبب الموقع الذي وُجد فيه الورم الخبيث، كما يشير الأستاذ أبو النعاج:” الحديث عن ورم نما بموقع نادر الحدوث. إنه ورم خبيث وعدواني، وبما أنه عمد إلى تآكل الفكّ الأسفل وصنع به “ثقبًا” فعليًا، فلم يكن أي مفرّ من إجراء عملية جراحية معقدة شملت استئصال قسم من الفك الأسفل، تنظيف الغدة اللمفاوية (في الرقبة) ومباشرة بعد ذلك اجراء عملية جراحية ترميمية للفك الأسفل بواسطة قطعة عظم استخرجناها من القدم اليُسرى”.
وأردف د. بار مئير “بما أن الحديث عن فتى يافع، كان يهمنا أن نعيد بناء وترميم الوجه من ناحية وظيفية ومن ناحية جمالية أيضًا، كي يشعر أحمد بالهدوء وارتياح نفسيًا، اجتماعيًا، وشخصيًا”.
وأشار أيضًا إلى أنهم قاموا بطباعة الفك الأسفل بواسطة آلة طباعة ثلاثية الأبعاد “وعليها قمنا بتركيب العظمة، وبذلك نجحنا بإعادة بناء الموقع بدقة شديدة”.
وأشار الأستاذ أبو النعاج الى أنه تم تسريح أحمد إلى المنزل بعد ثلاثة أسابيع، عقب نجاح العملية الجراحية. كما أكد أنه سيعود تدريجيًا لتناول الطعام عبر الفم، وأنه ينتظره عملية إعادة تأهيل طويلة ستشمل في نهاية المطاف زراعة أسنان على عظمة القدم التي زُرعت في الفك. لكنه وعد “بعد سنة لن تتمكن من التخمين أنه أجرى عملية جراحية معقدّة إلى هذا الحدّ”!