مؤسّسة “محمود درويش للإبداع” في الجليل تستضيف السّفير الهولنديّ ومرافقيْه
من علي هيبي: حلّ السّفير الهولنديّ السّيّد “هانس دوكتر” ومرافقته السّيّدة “روز فريديريكسي” المساعدة للشّؤون السّياسيّة والسّيّد “وديع أبو نصّار” مستشار السّفارة الهولنديّة في إسرائيل، يوم الثّلاثاء الفائت الموافق 4/5/2021، حلّوا ضيوفًا على مؤسّسة “محمود درويش للإبداع”في الجليل، وقام باستقبالهم في مقرّ المؤسّسة في قرية “كفر ياسيف” مدير المؤسّسة السّيّد “عصام خوري” وبحضور رئيس “مجلس كفر ياسيف المحلّيّ” السّيّد “شادي شويري” ومجموعة من أعضاء إدارة المؤسّسة: الكاتبة “راوية بربارة” من قرية “أبو سنان” والسّيّدة “كاميليا خوري” من قرية “معليا” والكاتب “إلياس عطا الله” من قرية “كفر ياسيف” والفنّان “صالح بكري” من قرية “البعنة” والشّاعر “علي هيبي” من قرية “كابول”. وقد جاءت الزّيارة رغبة من السّفير الهولنديّ للتّعرف على الأوضاع الثّقافيّة والأحوال الاجتماعيّة والقضايا الّتي تمسّ حياة المواطنين العرب في إسرائيل في المجالات المختلفة.
وقد استهلّ اللّقاء السّيّد “خوري” المدير العامّ بكلمة ترحيبيّة بالسّفير ومرافقيه، معربًا عن سعادته بهذه الزّيارة الأولى للتّعرّف والتّعارف، داعيًا السّفير إلى زيارات أخرى للاطّلاع على فعاليّات المؤسّسة ونشاطاتها الثّقافيّة والفنّيّة المقبلة في الأشهر الثّلاثة القادمة، وتطرّق في كلمته إلى الفعاليّات الأدبيّة الممتدّة والمنتشرة في كافّة المناطق وغير المحصورة في قرية “كفر ياسيف” أو في منطقة “الجليل”، وكذلك تحدّث عن تاريخ المؤسّسة منذ تأسيسها بعد وفاة الشّاعر الفلسطينيّ الكبير “محمود درويش” بهدف نشر رسالة المؤسّسة وتوصيلها إلى كلّ جهات العالم، كي تخلّد المؤسّسة تراث “درويش” الشّعريّ والسّياسيّ والوطنيّ. وقام “خوري” بتوصيف لأوضاع المؤسّسة المادّيّة والّتي لا تحظى بدعم رسميّ.
في كلمته ووفقًا لطلب من السّفير تحدّث السّيّد “شويري” رئيس المجلس المحلّيّ عن أوضاع قريته وتاريخها العريق ومدارسها ومؤسّساتها، وبخاصّة مدرسة “يني” الثّانويّة الّتي كان يؤمّها معظم الطّلّاب من قرى الجليل الغربيّ ومدنه، وقد تحدّث كذلك عن سياسة التّمييز الّتي تمارسها الحكومة الإسرائيليّة بكافة مؤسّساتها وبتخطيط معدّ ضدّ المجالس المحلّيّة والبلديّة في الوسط العربيّ، وضدّ المواطنين العرب عامّة في عدم التّصنيع ومصادرة الأراضي وهدم البيوت والتّمييز في كافّة جوانب الحياة.
الكاتبة “بربارة” تحدّثت عن الجانب الرّسميّ للمناهج التّعليميّة بصفتها مفتّشة المعارف لموضوع اللّغة العربيّة، وقدّمت صورة واضحة عن مستويات التّعليم العربيّ مشيرة إلى بعض التّجديدات الّتي حدث مؤخّرًا على المستوى الرّسميّ، وأشادت بالدّور التثقيفيّ والأدبيّ والفنّيّ الّذي تلعبه مؤسّسة “محمود درويش”.
أمّا الممثّل “بكري” فقد تحدّث عن جانب آخر للتّمييز في مجال الفنّ المسرحيّ، إذ لا ترعوي حكومة اليمين المتطرّف عن وقف الدّعم الرّسميّ عن مسرح “الدّيوان” في مدينة “حيفا” وتحاكم الممثّل “محمّد بكري” الّذي وثّق الجريمة في فيلم “جنين جنين”، حول المجزرة الّتي ارتكبتها القوّات الإسرائيليّة في مخيم “جنين”.
أمّا الشّاعر “هيبي” فقد تحدّث عن ضرورة حماية هذه المؤسّسة ودعمها مادّيًّا ومعنويًّا، كونها تخلّد تراثًا وطنيًّا وحضاريًّا عريقًا، وهي امتداد لما قامت به الحضارة العربيّة الّتي استفادت منها أوروبا الحديثة، وتطرّق إلى موضوع الاستشراق وما كتبه المستشرقون الأوربيّون: “جولدتسيهر” الهولنديّ وَ “نولدكه” الفرنسيّ وَ “بروكلمان” الألمانيّ وَ “جيب” الإنجليزيّ وغيرهم حول القرآن واللّغة والحضارة العربيّة الإسلاميّة، ممّا يشير إلى مكانتها الرّفيعة كجزء من الحضارة الإنسانيّة.
في نهاية اللّقاء أعرب السّفير عن إعجابه واستقادته ممّا قدّم إليه من معلومات، وشكر المضيفين على حسن الضّيافة والاستقبال واعدًا بالمشاركة بالنّشاطات القادمة للمؤسّسة وبزيارات أخرى تكون أكثر طولًا وعمقًا من حيث طرح القضايا، لنكون في المستقبل أقرب لما يمسّكم من قضايا تستوجب البحث والمساعدة. وفي نهاية اللّقاء قدّم له مدير المؤسّسة “خوري” درعًا رمزيًّا احتفاء به وتقديرًا للفتته الكريمة.