“أنا قلبي دليلي”…. ماذا تعرف عن الحاسة السادسة؟
ما الحاسة السادسة؟ وما علاقتها بالإحساس العميق؟ وما علاقتها بالمناعة؟ وهل تختلف الحاسة السادسة بين الرجال والنساء؟
الحاسة السادسة هي الشعور بالحالة الداخلية لجسمنا، ويساعدنا هذا الشعور على تفسير الإشارات الداخلية التي تنظم الوظائف الحيوية في أجسامنا؛ مثل الجوع والعطش ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب.
واسم الحاسة السادسة هو التدخل (Interoception)، ورغم أننا لا نلاحظ ذلك كثيرا فإنه شعور بالغ الأهمية لأنه يضمن أن كل نظام في الجسم يعمل على النحو الأمثل، وذلك وفق تقرير للباحثتين جنيفر مورفي المحاضرة في علم النفس في جامعة رويال هولواي بلندن، وفريا برينتس طالبة الدكتوراه في معهد جريت أورموند ستريت لصحة الطفل بجامعة كاليفورنيا، ونشره موقع “ذا كونفرزيشين” (THE CONVERSATION) و”ساينس أليرت” (science alert).
الحاسة السادسة والحس العميق
في مقالهما أسمت الباحثتان الحاسة السادسة التدخل، ولكن دراسة أخرى نشرت في 2020 في المجلة الألمانية الطبية الأسبوعية (Deutsche Medizinische Wochenschrift) سمتها الحس العميق (Proprioception).
ووفقا للدراسة في المجلة الألمانية فإن الحاسة السادسة هي إدراك الجسد. ومع حواس الرؤية والسمع والشم والتذوق واللمس فإنها تسمح بالتفاعل الشامل مع محيطنا.
الحاسة السادسة وجهاز المناعة
وفقا لدراسة نشرت في مجلة الدماغ والسلوك والمناعة (Brain, Behavior, and Immunity) عام 2006، فإن الدراسات وجدت أن الجهازين العصبي والمناعي يستخدمان لغة كيميائية مشتركة للتواصل داخل الجهاز وفيما بينهما. على وجه التحديد ينتج الجهازان العصبي والمناعي مجموعة مشتركة من الناقلات العصبية الببتيدية وغير الببتيدية والسيتوكينات التي توفر ذخيرة مشتركة من المستقبلات والروابط بين النظامين.
أدت هذه الدراسات إلى مفهوم يقول إنه من خلال مشاركة الروابط والمستقبلات يمكن للجهاز المناعي أن يعمل بمثابة حاسة سادسة لاكتشاف الأشياء التي لا يستطيع الجسم سماعها أو رؤيتها أو شمها أو تذوقها أو لمسها. يكتشف الجهاز المناعي مسببات الأمراض والأورام والمواد المسببة للحساسية بحساسية وخصوصية كبيرتين.
كحاسة سادسة، فإن جهاز المناعة هو وسيلة للإشارة وتعبئة الجسم للاستجابة لهذه الأنواع من التحديات.
كيف تعمل الحاسة السادسة؟
تعمل الحاسة السادسة عن طريق تنبيهنا إلى الوقت الذي قد يكون فيه جسمنا غير متوازن، مثلا هذه الحاسة تجعلنا نتناول مشروبا عندما نشعر بالعطش أو إخبارنا بخلع المعطف عندما نشعر بالحر الشديد.
يعد هذا الحس الداخلي مهمًا أيضا لصحتنا العقلية؛ هذا لأنه يسهم في العديد من العمليات النفسية، بما في ذلك صنع القرار والقدرة الاجتماعية والرفاهية العاطفية.
هل تختلف الحاسة السادسة بين الرجال والنساء؟
قالت الباحثتان إنه رغم أهمية الإدراك الداخلي لجميع جوانب صحتنا، فلا يُعرف سوى القليل عما إذا كان الرجال والنساء يختلفون في مدى دقة إحساسهم بالإشارات الداخلية لأجسامهم.
للحصول على صورة أوضح قامت الباحثتان بدمج بيانات من 93 دراسة تبحث في الإدراك الداخلي لدى الرجال والنساء، وركزتا على الدراسات التي نظرت في كيفية إدراك الناس إشارات القلب والرئة والمعدة عبر مجموعة من المهام المختلفة.
على سبيل المثال، طلبت بعض الدراسات من المشاركين حساب دقات قلبهم، بينما طلب آخرون من المشاركين تحديد إذا كان ضوء وامض قد حدث عندما تقلصت معدتهم، أو اختبروا إذا كان بإمكانهم اكتشاف اختلاف في أنفاسهم أثناء التنفس في جهاز يجعل الأمر أكثر صعوبة.
وكتبت الباحثتان “وجد تحليلنا أن الحس الداخلي يختلف في الواقع بين الرجال والنساء؛ كانت النساء أقل دقة بشكل ملحوظ في المهام التي تركز على القلب (وإلى حد ما المهام التي تركز على الرئة) مقارنة بالرجال”.
رغم أننا وجدنا اختلافات كبيرة بين مهام ضربات القلب، فإن نتائج المهام الأخرى كانت أقل وضوحا، وقد يكون هذا بسبب نسبة صغيرة فقط من الدراسات التي نظرت في إدراك الرئة والمعدة، وقد يكون من السابق لأوانه معرفة إذا كان الرجال والنساء يختلفون في إدراكهم هذه الإشارات.
تطوير علاجات عبر فهم الحاسة السادسة
وتقول الباحثتان “بينما نعلم أن هذه الاختلافات موجودة، فما زلنا لا نعرف الذي يسببها. لدى الباحثين بعض النظريات، بما في ذلك التغيرات الفسيولوجية والهرمونية المميزة التي يمر بها معظم الرجال والنساء. قد يكون أيضًا بسبب الاختلافات في عدد الرجال والنساء الذين يتم تعليمهم التفكير في عواطفهم أو إشارات التحسس مثل الألم”.
قد يكون الفهم الأفضل لجميع العوامل التي تؤثر على القدرة البينية (interoceptive ability) -الحاسة السادسة- أمرا مهما لتطوير علاجات أفضل في يوم من الأيام للعديد من حالات الصحة العقلية.
(الجزيرة)