الزّيارة الدّينيّة الخاصّة المسمّاة “زيارة الحضريّة” في رحاب مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام.
حضر صباح اليوم السّبت أكثر من ألفٍ شيخ لإحياء الزّيارة الدّينيّة الخاصّة المسمّاة “زيارة الحضريّة” في رحاب مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام.
ويعودُ تاريخ هذه الزّيارة المُحياة إلى العاشر من آذار من عام 1974, حين قام وفدٌ من أهالي قرية حضر السّوريّة والقرى المجاورة من إقليم البلّان، بزيارةٍ للمقام الشّريف في حطّين، ليعلن المرحوم سيّدنا الشّيخ أبو يوسف أمين طريف (ر) عن هذا التّاريخ كموعدٍ سنويّ لهذه الزّيارة الخاصّة، الّتي استمرّت في الانعقاد سنويًّا منذ نحو نصفِ قرنٍ من الزّمان، حتّى يومنا هذا.
وقد حظيت هذه الزّيارة بأهميّةٍ خاصّة أخرى، إثر الأحداث الّتي ألمّت بجبال الشّوف والقرى اللّبنانيّة خلال حرب الشّحّار عام 1984، وأهمّها استعادة مقام سيّدنا الأمير السّيّد (ق) في عبيه وإعادة ترميمه على يد أبناء الطّائفة الدّرزيّة، وهو ما دعا فضيلة المرحوم سيّدنا الشّيخ أبا يوسف أمين طريف (ر) لدمج الحدثين معًا، والإعلان عن “زيارة الحضريّة” كزيارةٍ لإحياء ذكرى الأحداث في تحرير الشّحّار وتحقيق الانتصار التّوحيديّ التّاريخيّ الكبير.
في مقام سيّدنا النّبي شعيب (ع) الّذي يضمّ هذه الزّيارة بكلّ ما فيها من رقيٍّ في المعاني، يجتمعُ الإخوان على “حفظ الإخوان” والشّوق للقاء إخوانهم الموحّدين في كلّ مكان، مستذكرين تسطير الشّحّار لأعظم معاني التّضحية في الحفاظ على الدّين والأرض والعرض، ومتعلّمين من زيارة الإخوان ‘الحضريّة’ أنّ الحدود عاجزةٌ عن فصل أبناء التّوحيد عن بعضهم البعض.
في كلمته الافتتاحيّة، عبّر سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة عن فرحة أهل الدّين بعودِ المناسبات واللّقاءات الدّينيّة، بعد انقطاعٍ قسريّ فرضته جائحةُ الكورونا، مشيدًا بالجموع الغفيرة الّتي حضرت
من كافّة القرى في الكرمل والجليلين والجولان، وسط حضور كبار المشايخ في البلاد، وسيّاس الخلوات من مختلف القرى الدّرزيّة.
خلال كلمته، تطرّق سماحته إلى آخر ما آلت إليه الأوضاع في جبل الدّروز والسّويداء، عارضًا على الحضور الأوضاع الحياتيّة الصّعبة الّتي سبّبتها الحرب الدّائرة في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات، متضرّعًا لله تبارك وتعالى مع جملة الزّلئرين، برفع غمامة هذه الحرب عن سائر الإخوان، مؤكّدًا موقف أبناء الطّائفة الواحد في البلاد في وقفتهم إلى جانب إخوانهم الموحّدين في سوريا، واستعدادهم لتقديم الخدمة على كافّة الأصعدة محلّيًا وإقليميًّا ودوليًّا، عملاً بما يُمليه التّوحيدُ أخلاقيًّا واجتماعيًّا وفق مبدأ “حفظ الأخوان”.
هذا، ونادى سماحته جميع القيادات في الجبل من أجل وحدة الصّفّ والكلمة، وصدّ كلّ محاولةٍ للمسّ في كيان الجبل وأهله. كما وتطرّق سماحته إلى ما يمرّ به أبناء الطّائفة في لبنان من ظروفٍ حرجة، مؤكّدًا أنّ حكمة القيادات الدّينيّة والزّعامات هناك ستساعدُ في عبور هذه المرحلة بسلام، حيث أنّه لا وجود للبنان دون وجود الدّروز، شاء من شاء وأبى من أبى.
في هذا السّياق، أكّد سماحته أيضًا على موقف أبناء الطّائفة الموحَّد في كلّ أرجاء العالم فيما يتعلّق بمصالح الطّائفة الدّرزيّة العُليا، والمسؤوليّة المشتركة في الحفاظ على علوّ كلمتها، مع احترام مبدأ حفظ الخصوصيّات في كلّ بلد ودولة، كما جرت العادة منذ قديم الزّمان.