تكريمًا لخالديّة أبو جبل واحتفاء بصدور باكورتها الأدبيّة الأولى “الزّقوقيا”
تكريمًا لخالديّة أبو جبل واحتفاء بصدور باكورتها الأدبيّة الأولى “الزّقوقيا”:
الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين ومؤسّسة محمود درويش وأمسية أدبيّة في كليّة النّجاح في طمرة
جاءنا من الشّاعر علي هيبي عضو اللّجنة التّأسيسيّة في الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين: مساء يوم الجمعة الموافق 18/3/2022 غصّت قاعة كلّيّة “النّجاح” لصاحبتها عضو الاتّحاد الأديبة “نجاح داوود كنعان” في مدينة طمرة بجمهور غفير ونوعيّ ولافت، من أعضاء الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين وأصدقائه وحضور من أهالي طمرة وقرى الجليل والمثلّث ومدنهما.
وكان قد افتتح الأمسية وأدارها بلباقة عضو الاتّحاد الشّاعر “حسين حمّود”، وفي مستهلّ كلمته رحّب بالحضور والمتكلّمين وشكر الأديبة “نجاح كنعان” على استضافتها للأمسية وتهيئة كلّ وسائل نجاحها، ومن ثمّ نوّه بالأديبة المحتفى بها عضو الاتّحاد “خالديّة أبو جبل”، منوّهًا بباكورة إبداعها الأدبيّ الّذي حمل عنوان “الزّقوقيا”، ومن الملفت في كلمته استخدامه لبعض الفرائد الشّعريّة الّتي أغنت تقديمه بين متحدّث وآخر، وتركت أثرًا جميلًا في وجدان الجمهور، ومن ثمّ نوّه بتحيّة الشّعراء الغزّيّين للأمسية، وصلت من خلال الفنّان “يوسف أبو خيط”. وأخيرًا دعا الجمهور للمشاركة والحضور يوم الجمعة القادمة في نشاط ضخم ومميّز هو مهرجان آذار للشّعر الفلسطينيّ في الخامس والعشرين من آذار الجاري في قاعة المركز الثّقافيّ في قرية مجد الكروم.
وكانت الكلمة الأولى للشّاعرة “دوريس خوري” عضو الاتّحاد، فقدّمت كلمة باسْم الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، وشكرت بدورها الجمهور المميّز وأثنت على الأديبة المحتفى بها وبكتابها الأوّل، أو مولودها الأوّل كما ذكرت، وعبّرت عن ثقتها بأنّ الكاتبة لن تدع هذا المولود وحيدًا بل سيتلوه إبداع آخر جديد، ومن ثمّ تطرّقت إلى أهمّيّة تأسيس الاتّحاد القطريّ خدمة للثّقافة الفلسطينيّة والأدب الفلسطينيّ وتنظيم الحركة الأدبيّة ورفع مستوى الحراك الثّقافيّ والأدبيّ. ومن هذه المثابة دعت الأدباء الصّادقين والأوفياء لقضايا شعبهم الثّقافيّة والوطنيّة إلى الانضمام إلى الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين.
وفي مداخلته النّقديّة القصيرة عبّر “د. بطرس دلّة”، عن إعجابه بالكتاب بمضامينه العميقة وأسلوبه الفنّيّ ولغته الشّاعريّة، ممّا أكسب النّصوص قيمة فنّيّة راقية، إذ وصف تلك النّصوص الّتي تداخل فيها النّثر بالشّعر كأنّها شعر منثور، وقد أشاد “د. دلّة” بقدرة الكاتبة على مفاجئة القرّاء بتعابيرها الإبداعيّة الّتي تنطوي على جماليّات رائعة، وتمنّى لها إصدارًا جديدًا متميّزًا يثري القارئ ويثري مشهدنا الثّقافيّ.
أمّا المداخلة النّقديّة الرّئيسيّة فكانت من نصيب “د. محمّد هيبي”، فاستهلّ باعتذار عن السّيّد “محمّد بدارنة” الّذي كان من المفروض أن يقدّم مداخلة عن الكتاب والمؤلّفة، ولكنّه اضطرّ للتغيّب لأسباب موضوعيّة، وبعدها شرع “هيبي” باستعراض الدّلالات الوطنيّة في عنوان الكتاب ومادّة الكتاب ونصوصه، وما تنطوي عليه من مزايا الكاتبة وتعكس طيبتها وهدوءها ودماثتها وذكاءها الفطريّ، وهي صفات انبثقت بصدق من خلال نصوصها، ولعلّ أبرز تيمات كتابها موضوعة الأمّ الّتي أشغلت حيّزًا رحبًا في الكتاب، بكلّ دلالاتها الموضوعيّة والوجوديّة، والوطنيّة الوجدانيّة. وممّا جاء في مداخلته “الكاتبة قلبها طافح بالألم والدّواء هو قلب ذبيحة هي الوطن السّليب، فلسطين الّتي ذبحت وأكلها الوحوش”، ومن الملفت في نصوصها زخم توظيفها للأغاني الفولكلوريّة من التّراث الشعبيّ الفلسطينيّ، والّتي كان أبرزها “التّهاليل” وهي الأقرب لعالم الأمّ وطفلها المنكوب المشرّد، ولا حلّ لنكبته وتشرّده وبعده عن الوطن الأمّ إلّا بالعودة، الّتي لن تحقّق كما تشير الكاتبة من خلال نصوصها إلّا بالتّمسّك بالأمل، من خلال الحنين إلى الماضي، فلو نسي الجميع لكنّ الأمّ لا تنسى.
وفي مسك ختام الأمسية كانت الكاتبة “خالديّة” وكتابها، فقد شكرت كلّيّة “النّجاح” وصاحبتها وأهالي طمرة الّين احتضنوا هذه الأمسية الجميلة، وشكرت المتكلّمين على مداخلاتهم الّتي سندت إبداعها وشكرت الإعلاميّ “مفيد مهنّا” صاحب موقع “الوديان” والإعلاميّ “علي تيتي” عضو الاتّحاد على تغطية الأمسية بالتّصوير. ومن ثمّ قدّمت بعض نصوص كتابها ووصفت معاناة التّأليف وبعضًا من المعلومات حول المعاني والمواضيع في كتابها معربة عن استعدادها لتكبّد مشاقّ الكتابة في إصدار إبداعيّ جديد. ومن ثمّ أغلق العريف “حمّود” الأمسية بقراءة بعض أبيات جميلة من شعره المقفّى.