4 اشارات تتنبأ برغبة زوجك في الطلاق… اليكم بعض المعلومات
تنتهي زيجات لا تعد ولا تحصى بسبب سلوكات بسيطة تنم عن احتقار وتجاهل، وليس الخيانة كما نعتقد، فقد وجدت دراسة منشورة بموقع “الجمعية الأميركية لطب النفس” (APA)، أن الأسباب الرئيسية للطلاق كانت الخيانة بنسبة 21.6%، وعدم التوافق بنسبة 19.2%، أما النصيب الأكبر من طلاق الأزواج بنسبة 52% فكان سببه عدم القدرة على النقاش مع الطرف الآخر، والتعرض للإساءة اللفظية.
وقد لاحظ وارن دي تينهوتين أستاذ علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا، أنه عندما يندمج شعور الإحباط بالغضب، يخلق مركبا نفسيا مؤذيا للعلاقات، وهو الاشمئزاز أو الازدراء، ويظهر من خلال لغة الجسد الساخرة والعبارات المستخفة ونظرات العيون المحتقرة للآخر.
وربط بحث وارن بين الازدراء وارتفاع معدلات الفشل في العلاقات العاطفية، وأعاده إلى الحالة شبه الدائمة من كبت المشاعر السلبية، وتفادي النقاش حولها، حتى تظهر من جديد ممزوجة بالغضب ووجهة نظر سلبية ضد الآخر، مخلفة حالة من البرود الممزوج بالازدراء.
وجاء تفسير وارن للعداء رغم سنوات من الحب، بعد نحو 20 عاما من دراسة عالم النفس الإكلينيكي جون غوتمان الذي اعتبر -في أواخر القرن الماضي- الازدراء مرحلة قاتلة للعلاقات الزوجية.
ودرس غوتمان سلوكات وتطورات أكثر من 3 آلاف علاقة زوجية حديثة على مدى فترة تصل إلى 20 عاما، وجمعت تلك الدراسة تقييما أوليا لدرجة رضا كل فرد عن العلاقة، قبل ملاحظة أنماط التواصل بين الزوجين، ثم طلب الباحثون من الأزواج وصف الخلاف الذي يعتبرونه مشكلة في علاقتهم، وحاولوا مراقبة سلوكهم عند محاولة حله.
وحدد غوتمان 4 سلوكات اعتبرها “منذرة بالطلاق” بناءً على البيانات التي جمعها، وهي: الانتقاد، والازدراء، والدفاعية، والتجنب، وأكد أن الأزواج الذين مروا بتلك المراحل الأربع سينفصلون خلال 6 سنوات من الزفاف، وتوقع بدقة تزيد على 90% ما إذا كان الزوجان يتجهان نحو علاقة مرضية طويلة الأمد أم لا.
هل تمرين بمراحل ما قبل الطلاق؟
وقد لا يعني مرور أية علاقة بمراحل ما قبل الطلاق وجوبَ الانفصال، فالبعض يحاول إنقاذ علاقته، والبعض يستمر، لكن استمراره لا يعني قوته، لكن الأكيد هو أن قدرتك على معرفة أنماط حل النقاشات غير الصحية في علاقتك، تعد خطوة أولى للتخلص منها واستبدالها بأنماط صحية:
الانتقاد
ويختلف انتقاد الشخص بشكل عام عن الشكوى من سلوكه، فالانتقاد هو هجوم عام وهدم لجوهر كيانه وتشكيك في ثقتكما المتبادلة، كأن يصفك بالأنانية والإهمال وعدم التفكير في كيفية تأثير سلوكاتك على الآخرين إذا تأخرت في تجهيز وجبة الغداء مثلا، في حين أنه من الأفضل سؤالك عن حاجتك للمساعدة.
عادة ما يكون الانتقاد مصحوبا بعبارات مثل “أنت دائما”، و”أنت تكذبين”، و”كنت أعلم أنك ستقولين ذلك”، و”تلك عادتك”، مخلفة مشاعر الرفض والضآلة لدى الضحية.
الازدراء
الوصول لتلك المرحلة يعني افتقاد علاقتكما لقيمة الاحترام، فيبدأ أحدكما بالسخرية من الآخر، ويناديه بصفاته السيئة، ويحاكي لغة جسده وطريقته في الكلام لإهانته، ويرمقه بنظرات عدائية. ويتجاوز الازدراء مرحلة الانتقاد، لأنه بينما يهاجم زوجك شخصيتك بانتقاده، فإنه بازدرائك يفترض تفوق مكانته عليك أخلاقيا أو فكريا أو عاطفيا، ويشير لعدم أهليتك المتأصلة في تدارك الأخطاء لأنك “لا تفهمين”، و”لا تشعرين”.
ربما تكون تلك طريقة أحدكما لإثارة تعاطف الآخر وشفقته، لكنه يظل السلوك الأشد تدميرا لعلاقتكما.
الدفاعية
هي الرد المضاد من الطرف الآخر للتعبير عن عواطفه المتأذية من الانتقاد، في صيغة “لست أنا، بل أنت المسؤول”، والاستخفاف بمخاوف الطرف الأول ورفض تحمل مسؤولية الأخطاء، في حين أن من الأفضل لكلا الطرفين تجنب التصعيد وتحمل المسؤولية عن أي جزء كان، كبيرا أو صغيرا، لأن الاعتراف بأننا نلعب دورا في العلاقة يجعل من السهل تقاسم الأعباء.
التجنب
يمكن ملاحظة تلك المرحلة في محاولات أحد الطرفين التخلي عن دوره في العلاقة، قد يكون ذلك مباشرا بقوله “أنا لا أهتم”، أو غير مباشر عن طريق الانفصال نفسيا أو جسديا عما يدور في المنزل.
كيف تبعدين زواجك عن حافة الهاوية؟
في دراستها المنشورة عام 2020، قدمت لورين شتيغلر أستاذة طب نفس الأسرة بجامعة شرق كارولينا، نتائج دراستها لسوء التواصل بين الزوجين، وفيها كانت النساء هن المبادرات بفتح النقاش في الأمور المسكوت عنها، بينما كان الرجال هم المحركين الرئيسيين للعلاقة نحو مرحلتي الازدراء والتجنب.
نعلم أن الشخص المخطئ هو من عليه تجنب أخطائه، لكن العلاقة طريق ذو اتجاهين، يجب عليكما السير فيه معا.
حددي احتياجاتك من العلاقة، وكوني على دراية باحتياجات زوجك، فالتواصل الصحي على مستوى عميق يعني القيام بأكثر من مجرد سؤال: “كيف سار يومك؟”، ويعني التواصل بطريقة تلبي الاحتياجات العاطفية والجسدية والروحية، ودعم بعضكما بعضا، ومحاولة إدراك زيف الصور الذهنية السلبية عن العلاقة.
اخلقي جوا يشجع كلا منكما على التحدث بصدق عن مشاعره، وتحديد هدفكما المشترك، من خلال تذكر تلك الأوقات التي مررتما فيها بأوقات عصيبة، ولكنكما نجحتما في اجتياز هذه الأوقات. سيبني هذا شعورا بالتضامن، ويذكركما بأنكما رفاق في نفس الفريق، وأنكما في نفس الرحلة معا، وتحملان نفس الأهداف.
على الرغم من وجود بعض الحقيقة في إظهار الحب من خلال الأفعال، يجب ألا ننسى أنه لا يمكن لأحد أن يقرأ عقولنا، وبغض النظر عن مدى قربه منا، فلن يعرف زوجك ما إذا كنت تقدّرين مساعدته في التسوق بدلا منك، أم تفكرين في خطوته التي تأخرت سنوات في شراء احتياجات المنزل، لذا عليك إدراك قيمة الامتنان لبعضكما بعضا على الأشياء الصغيرة التي تقومان بها.
وجد وارن دي تينهوتين أن أغلب الأزواج التعيسين قد نشؤوا في أسر فقيرة عاطفيا، ولم يعتادوا على التعبير عن غضبهم واستيائهم، وأثبتوا خلال مرحلة العلاج أنهم صاروا أكثر هدوءا وتقبلا كلما أصبحت مفرداتهم اللغوية أكثر دقة، واستطاعوا وصف حالاتهم الشعورية بدلا من وصف الشريك، وتجنبهم الألفاظ العامة أو المبالغة.
إذا أنهكك الصراع الدائر في علاقتك، حتى لم يعد بإمكانك مناقشة الأمور بعقلانية، فتنصحك الدكتورة جودي روزنبرغ مؤسسة مركز الشفاء النفسي في كاليفورنيا، بالتوقف والاتفاق مع زوجك على أخذ قسط من الراحة لتجنب الانفجار، واستغلال ذلك الوقت في بناء مهارات الاستشفاء والعناية بالذات وتفريغ طاقة الغضب في أنشطة مثل: الطبخ، والرسم، والجري، والسفر، أو أيا ما تفضلينه.
(الجزيرة)