منتدى المثلّث الثّقافيّ والاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين في أمسية شعريّة على شرف يوم الأرض
جاءنا من علي هيبي: يوم الأربعاء الفائت الموافق للثّلاثين من آذار 2022 وبأجواء وطنيّة وإحياء واحتفاء بمناسبة الذّكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض الخالد غصّت قاعة المتحف البلديّ في مدينة الطّيّبة بالعشرات من المحتفلين بهذه المناسبة الوطنيّة المجيدة. وكان منتدى المثلّث الثقافيّ هو الّذي دعا بالتعاون مع الاتحاد القطري للأدباء الفلسطينيين إلى إحياء هذه الذّكرى بأمسية شعريّة وفنّيّة. ومن الجدير ذكره أنّ المتحف البلديّ يقع في الطّابق السّفليّ لمبنى قلعة الطّيّبة التّاريخيّة الأثريّة العريقة، الّتي بنيت في القرن الثّاني عشر على يد المماليك، حيث تحوّلت القاعة الأرضيّة إلى متحف تراثيّ غنيّ بمقتنياته ووثائقه، ويشكّل مبنى القلعة جزءًا من منطقة أثريّة تضمّ مقرًّا للوالي المملوكيّ وخانًا للجنود والفرسان.
وكان عدد من الأدباء أبناء قرى المثلّث ومدنه، أعضاء الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين قد شاركوا في الأمسية، الّتي افتتحها وتولّى عرافتها الأستاذ الأديب د. أسامة مصاروة، رئيس المنتدى وعضو اللّجنة التّأسيسيّة في الاتّحاد القطريّ وقد رحّب بالحضور وحيّاهم على هذه المشاركة في إحياء الذّكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض الخالد، ودعا إلى ترسيخ النّشاط الثّقافيّ والأدبيّ في المثلّثيْن من خلال مشاركة جميع الأدباء والأطر المختلفة، وقدّم شكره لبلديّة الطّيّبة ورئيسها المحامي شعاع منصور والقيّمين على المتحف البلديّ كصرح وطنيّ وثقافيّ يعكس تاريخ المدينة العريق، ثمّ رحّب بمجموعة من الأدباء والفنّانين المشاركين في الأمسية من الطّيّبة والمدن والقرى المجاورة، وأثنى على الدّور الّذي قام به مدير المتحف الأستاذ محمّد صادق في إقامة هذا الصّرح وخروجه إلى النّور والفائدة، ومن ثمّ ألقى على الجمهور قصيدة بعنوان “نفاق الغرب”.
وكانت الكلمة للأستاذ الباحث محمّد صادق وهو مدير المتحف وصاحب اليد الطّولى في ترميمه، وقد تحدّث عن عمليّة إعادة بناء القلعة وتنظيم المتحف وبناء أقسامه، وعن مجهوده المبارك ومهاراته وقدراته في إعادة العديد من الوثائق المسروقة وقطع الآثار الّتي اختفت، وصارت اليوم جزءًا من الممتلكات البلديّة المعلّقة على الجدران. وكانت الكلمة للكاتب د. سامي إدريس من الطّيّبة وهو عضو الاتّحاد القطريّ، فتطرّق فيها إلى تاريخ يوم الأرض ودروسه وعبره، وذكر أنّ يوم الأرض كان حدثًا مفصليًّا في تاريخ مجتمعنا الفلسطينيّ في الدّاخل وتاريخ شعبنا كلّه، وكان له أثر إيجابيّ على صمود شعبنا في مقاومة الاحتلال وسياساته العنصريّة. وقد ألقى الشّاعر حسين جبارة من الطّيّبة مجموعة من قصيدة وطنيّة عبّر فيها عن عراقة يافا العربيّة وحبّه لها. من كفر قرع حضر الشّاعر محمّد صبيح وهو عضو الاتّحاد القطريّ وألقى مداخلة عن دور المرأة في المجتمع ومزايا مشاركتها في مختلف جوانب الحياة العامّة، وعن قدراتها الهائلة فيما لو توفّرت لها الظّروف. أمّا الأستاذ مأمون إدريس فقد قدّم مداخلة قصيرة عن يوم الأرض والشّعر، وتطرّق فيها إلى عناصر التّشابه بين قصيدة لأحمد شوقي وقصيدة “نفاق الغرب” لأسامة مصاروة خاصّة في الفجوة بين رجال القول ورجال الفعل.
أمّا الأديبة والباحثة سلوى منصور من الطّيرة فقد قدّمت مداخلة حول جمعها لمجموعة من الأغاني التّراثيّة الفلسطينيّة الّتي تتناول أحداث وعادات من مجتمعنا الفلسطينيّ وأصدرتها في كتاب بعنوان “مصابيح الماضي من تراثنا الشّعبيّ”، ومن ثمّ غنّت بصوتها الجميل أغنيتيْن من تلك الأغاني مع رنّات أوتار عود الفنّان الشّاعر يوسف أبو خيط من الطّيرة، وهو عضو الاتّحاد القطريّ، وكان أبو خيط قد رافق الشّعراء بالعزف الرقيق عند إلقائهم لقصائدهم، وقد غنّى أغنية وطنيّة من ألحانه وكلماته في الأمسية، وألقى قصيدتيْن من الشّعر الوطنيّ: “هبّ التّنّين” والثّانية “انتفض المارد”.
ويشار إلى أنّ السّيّدة نحاما الحاج يحيى اليهوديّة الأصل وهي زوجة الإعلاميّ الرّاحل يوسف مرعي قد حلّت برفقة ضيفة يهوديّة تدعى “شيفي” من كفار سابا وهي من حركة “نساء من أجل السّلام” على هذه الأمسية، والسّيّدة نحاما ناشطة اجتماعيّة تنظّم الكثير من اللّقاءات اليهوديّة – العربيّة في الطّيّبة، وقد ذكرت في مداخلتها أنّ السّلام يقوم باللّقاءات بين النّاس العاديّين والبسطاء من الشّعبيْن، وتحدّث النّاشطة اليهوديّة بنفس الرّوح.