“كلنا كبرنا.. الا سامر ضل هناك، شب بعمر ال 19” عامر طافش يروي واقعة استشهاد صديقه
“كلنا كبرنا.. الا سامر ضل هناك، شب بعمر ال 19” عامر طافش يروي واقعة استشهاد صديقه
“كانت تلك أطول 20 دقيقة في حياتي” … “بيد واحدة قمت بالضغط على المكان الذي أصيب به سامر، وباليد الأخرى حملت البندقية حيث لم اكن حينها اشعر بإصابتي او انتبهت لها، كنت كل الوقت في انتظار ان يقترب العدو وان ينهي حياتي”.. ” رددت في نفسي مرارا لن اسمح لهم ان يأسرونا” بهذه الكلمات وصف عامر طافش من بيت جن والذي أصيب في فترة خدمته العسكرية في الواقعة التي قتل فيها زميله سامر حسين من قرية حرفيش بالقرب من حدود غزة ، عامر كان شاهدا على ما جرى، وأصيب جراء إطلاق الرصاص بإصابة بالغة اقعدته بقية حياته على كرسي عجلات، وبالرغم من الوقت الذي مضى على الواقعة الا ان عامر بقي مصرا على عهده ان يروي تفاصيل الحادثة والذكرى الأخيرة التي فاز بها من صديقه سامر.
تأتي ذكرى شهداء الجيش هذا العام بعد مرور 21 سنة على اليوم الذي صعقت فيه عائلة حسين في حرفيش بمقتل ابنها سامر على يد قناصة بالقرب من الحدود مع غزة، “راح مثل العريس وجابولي إياه بالتابوت” تقول والدة سامر بحزن انعكس على ملامح وجهها بينما تروي لعامر صديق سامر ذكرياتها مع ابنها الذي تركتها في جيل مبكرة.
سامر وعامر كانا بمثابة صديقين، خدما معا في كتيبة 299 “الي 3 أسابيع مش مروح ع البيت بدي اروح اعاون اهلي ع الزيتون” يروي عامر عن اخر الذكريات التي فاز بها من لقائه الأخير مع سامر “كانت رغبته الاخيرة العودة لمنزله في حرفيش” ويردد عامر: “كبرنا جميعًا … باستثناء سامر … بقي هناك، صبي يبلغ ال 19 من العمر، ملقى على الكثبان الرملية في غزة”.
مكان تعرض الثلاثاء 3.5 فيلم وثائقي حول واقعة مقتل “سامر حسين” من كتيبة 299 والذي سقط على حدود غزة بمشاركة عامر طافش صديقة الذي يروي الاحداث. الفيلم يبث على شاشة قناة مكان في يوم ذكرى شهداء معارك إسرائيل وذلك بعد انتهاء النشرة الخاصة لمراسيم الذكرى.
فيه ينطلق عامر في رحلة لإحياء ذكرى الحادثة الذي سقط فيه سامر وأصيب هو نفسه، يتواصل مع زملاءه من الكتيبة 299 الدورة 99 اغسطس، ليقوموا معًا بزيارة ضريح سامر في المقبرة العسكرية من ثم يستطردون رحلتهم في مهمة مشتركة لتجديد النصب التذكاري على حدود غزة بالقرب من مكان سقوط رفيقهم من الكتيبة.