إرشادات الصوم الصحّي بعد جراحة السمنة
تتعدّد النصائح والارشادات، التي من الواجب اتباعها من الأفراد الذين سبق أن خضعوا لجراحة السمنة (ربط المعدة أو تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة)، ويصومون شهر رمضان.
تتركّز الإرشادات الصحّية الخاصّة بالصائمين، الذين سبق أن خضعوا لجراحة السمنة، نساءً ورجالاً، حول نوع الطعام المختار، وكمّيته، وفق الآتي.
• يجب كسر الصوم بشرب الماء، وتناول التمر، ما يُساعد في التغلّب على الجفاف، ويرفع مستويات السكّر في الدم بعد الانقطاع عن الطعام لساعات طويلة، كما يحضّر الجسم للوجبة الرئيسة.
• ينصح باختيار مكوّنات الوجبة الرئيسة من الأطعمة الغنيّة بالبروتين والخضروات والكربوهيدرات المعقّدة (القمح الكامل والحبوب والبقوليات والبطاطس والبطاطس الحلوة والكينوا)، مع تقسيم مكوّنات الطبق وفق الآتي: البروتين يشغل نصف الطبق، والخضروات والكربوهيدرات المعقّدة في نصفه الثاني. وفي هذا الإطار، تدعو اختصاصية التغذية آية حصيد إلى تناول الصنوف المذكورة وفق الترتيب الآتي: الأطعمة الغنيّة بالبروتين أوّلاً، فالخضروات، والكربوهيدرات أخيراً. وبالمقابل، تنهي الاختصاصيّة، في لقاء مع “سيدتي”، هذه الفئة من الصائمين (سبق أن خضعوا لجراحة السمنة) عن تناول السكّريات والحلويات والأطعمة الغنيّة بالدهون المشبّعة والمقليّة والمشروبات الغازية وتلك الغنيّة بالسكّر، تحت طائلة مواجهة خطر متلازمة الإغراق أو الإفراغ السريع والإسهال الدهني الناتج عن سوء امتصاص الدهون.
• يستحسن مضغ الطعام جيدًا، مع الفصل في الوقت بين الأكل والشرب، والتوقف عن الأكل حال الشعور بالشبع.
• يؤخّر موعد وجبة السحور قدر الإمكان، وذلك عند الصوم لأكثر من عشر ساعات، لأنه يترتّب على عكس ذلك نقص السكّر في الدم قبل الإفطار.
• يفضّل تجنّب النوم مباشرةً بعد الأكل، لأنه قد يتسبّب بمشكلات صحّية، كارتجاع الأحماض، وعدم الراحة في المعدة.
• ينفع شرب نحو ليتر ونصف الليتر من الماء والسوائل، يوميّاً، على الأقلّ.
• تفيد متابعة تعاطي الفيتامينات والمعادن، حسب توصيات الطبيب.
• يجدي أداء التمرينات البدنيّة المعتادة، مع تكييف أوقاتها خلال شهر رمضان. مثلاً: التمرّن بعد ساعتين من الفراغ من الإفطار، ثمّ تناول وجبة خفيفة بعد التمرين.
الجفاف ونقص السعرات
من جهةٍ ثانيةٍ، توضّح اختصاصيّة التغذية أنّه “لا يمكن للمرضى الذين خضعوا أخيراً لجراحة السمنة، الصوم، وذلك حتّى 18 شهراً تالية موعد الجراحة، بغية تجنّب المخاطر الصحّية التي قد يتعرّضوا لها خلال رمضان، ومنها الجفاف ونقص السعرات الحراريّة الواردة إلى الجسم والغثيان والتقيؤ وسوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن والبروتين”. علماً أن النقص في البروتين مسؤول عن ضآلة كتلة الجسم العضليّة، والإبطاء في معدّل الأيض. ويتمثّل أحد التحديات، خلال شهر رمضان، لهذه الفئة، في صغر المعدة، الأمر الذي قد يصعب على الأخيرة تلقّي الكمّية المناسبة من الطعام والمكمّلات الغذائية.
معلوم أنّه تحدث تغيّرات في جهاز الهضم في جسم المرء، في إثر الخضوع لجراحة علاج البدانة، فلا يعود قادراً على استيعاب كمّيات كبيرة من الطعام، لذا يجب تناول وجبات صغيرة ومتعدّدة خلال اليوم، وببطء، مع المضغ جيدًا، وبتجنّب الشرب بسرعة والأكل والشرب معاً، والتوقف عن الأكل حال الشعور بالشبع، مع الحفاظ على الجسم رطباً من خلال شرب الماء بوفر، كما تلافي حالة الإمساك.
من جهة ثانية، يساعد أداء النشاط البدني، بعد الجراحة، وبانتظام، في التعافي بسرعة. وفي هذا الإطار، تنصح اختصاصيّة التغذية بالمشي لمسافة قصيرة داخل المنزل، خلال الأسبوع الأوّل التالي للجراحة، بعيداً عن القيام بالتمرينات الشاقّة أو رفع الأثقال، وذلك حتّى أربعة أسابيع تالية للجراحة (من المستحسن استشارة الجراح، في هذا الشأن). عموماً، يقدم للفرد في الفئة المذكورة برنامجاً للتمرينات، يبدأ بأداء الخفيفة منها، وذلك لعشر دقائق في اليوم، لتزداد بعد ذلك شدّة التمرينات ووقت ممارستها.